کد مطلب:352800 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:261

متعة الحج
(وأما متعة الحج فقد عملها رسول الله (ص) وأمر بها مصداقا لقوله



[ صفحه 133]



تعالی: (فمن تمتع بالعمرة إلی الحج... ذلك لمن لم یكن أهله حاضری المسجد الحرام) [1] والمقصود بذلك هو الاعتمار فی أشهر الحج قبل الحج، وهو فرض علی من لم یكن أهله حاضری المسجد الحرام. وقد قیل عنه التمتع بالحج لما فیه من المتعة: أی اللذة بإباحة محظورات الاحرام فی المدة المتخللة بین الاحرامین - إحرام للعمرة وإحرام للحج -) [2] وهذا ما كرهه الخلیفة عمر أیضا ونهی عنه بالرغم من أن الرسول (ص) مات دون أن ینهی عنها، فقد أخرج البخاری بالإسناد إلی سعید بن المسیب قال: " اختلف علی وعثمان رضی الله عنهما وهما بعسفان فی المتعة، فقال علی: ما ترید إلا أن تنهی عن أمر فعله النبی (ص) فلما رأی ذلك علی أهل بهما جمیعا " [3] .

وانظر فی الحدیث التالی الذی أخرجه البخاری فی صحیحه والذی یظهر بوضوح أنه كان هناك من یجتهد فی نصوص النبی (ص) الصریحة فعن الحكم قال: " شهدت عثمان وعلی رضی الله عنهما، وعثمان ینهی عن المتعة وأن یجمع بینهما. فلما رأی علی أهل بهما: لبیك بعمرة وحجة،وقال: ما كنت لأدع سنة النبی (ص) لقول أحد " [4] .

والرجل الذی أشار إلیه علی علیه السلام فی قوله أعلاه هو عمر بن الخطاب (رض) كما بینا ذلك فی مواضع سابقة، وأما عذر عثمان فی رأیه ذلك هو أنه عندما أخذت البیعة له كخلیفة، اشترط علیه عبد الرحمن بن عوف بأمر من الخلیفة عمر قبل موته أن یعمل بكتاب الله وسنة نبیه وسیرة



[ صفحه 134]



الشیخین. فالنهی عن المتعتین كان یعتبر من ضمن سیرة الشیخین الذی لا یستطیع عثمان أن یحید عنها، وإلا لما كانت الخلافة لتؤول إلیه لو لم یبایع علی ذلك الشرط. وقد تواتر عن الخلیفة عمر (رض) قوله: " متعتان كانتا علی عهد رسول الله صلی الله علیه وآله وأنا أنهی عنهما [5] ، ویقصد بذلك متعتی النساء والحج. وكلام الخلیفة عمر هذا یظهر بأن التصرف فی حكمهما، إنما هو منه لا من سواه، حیث روی أن المتعتین كانتا علی عهد النبی (ص)، ولم یرو نهیه (ص) عنهما، بل أسند النهی عنهما إلی نفسه بقوله: "... وأنا أنهی عنهما ". ورحم الله من قال بشأن قول الخلیفة عمر السابق: " قبلنا شهادته ولم نقبل تحریمه ". والحقیقة أن من یتصفح تأریخنا الإسلامی بموضوعیة وبعیدا عن التعصب، فإنه سیجد الكثیر من الأحكام الأخری (وإضافة إلی المتعتین والتراویح) مما هو من اجتهاد الخلیفة عمر (رض) وبالرغم من وجود ما یعارضها من نصوص ثابتة للرسول (ص). إلا أن أهل السنة قد تقبلوا هذه الاجتهادات عبر الأجیال ظنا منهم أنها من صنع الرسول (ص)!!



[ صفحه 135]




[1] البقرة: 196.

[2] الفصول المهمة للإمام شرف الدين.

[3] صحيح البخاري ج 2 ص 374 كتاب الحج.

[4] صحيح البخاري ج 2 ص 371 كتاب الحج.

[5] التفسير الكبير للرازي ج 5 ص 153 ط دار إحياء التراث العربي، والطبراني.